الوسيم16
عدد المساهمات : 52 نقاط : 52 تاريخ التسجيل : 17/06/2010
| موضوع: بـقـــايـــا حـجـــاج الخميس يونيو 17, 2010 2:59 am | |
| بقايا حجاج! "بقايا حجاج" كلمة مألوفة تطلق على سبيل الازدراء والانتقاص من البعض في السعودية ، في سياقات فيها الكثير من التباغض والعنصرية ... ولكن الذي لم يطرق من قبل معنى هذه الكلمة ، كيف يمكن لمن بقي بعد حجه أن يكون في درجةٍ أقل من الناحية العرقية أو العنصرية . أجاب على معنى "بقايا حجاج" الزميل المتميز أشرف إحسان فقيه في حوارٍ مطول في مدونته الجميلة ، نقتطع منه ما يفيد القارئ ويطلعه على كيفية بروز هذا المصطلح العجيب : معنى "بقايا حجاج" شعبياً: عبارة انتقاصية - “عيارة” أو “ذَبَّـة” في اللسان المحلي- تقصد بها الفئة من المواطنين السعوديين ممن لا ترجع أصولهم لقبائل الجزيرة العربية ، وبالذات تلك المستوطنة تاريخياً في حدود ما يعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية . وينسب معظم بقايا الحجاج أنفسهم لمدن إقليم الحجاز ، وتحديداً مكّة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والطائف وجدة وينبع . قلت: ربما يظنّ البعض أن كلمة "بقايا حجاج" هي من الكلمات الدراجة على ألسنة موظفي الجوازات فقط وهذا خطأ فادح ، لأن أغلبية المجتمع من الذين يصطحبون أينما ذهبوا الكتب التي توثق أنسابهم إضافة إلى "الشجيرات" التي تعيدهم إلى جدهم الأطخم القديم لا يعترفون ببقايا الحجاج ، بل يعتبرونهم طبقة من الطبقات الدنيا التي لم تنل نعمة الانضمام إلى دم قبيلتهم ! أما أول من انتسب إلى هذا المصطح يجيب الزميل أشرف فقيه : أول من ينتسب لهذه الفئة وفق التعريف الوارد أعلاه هو سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهما السلام -حاشاهما النقص والتعريض- . حيث جاء سيدنا إبراهيم من أصل كلداني . وترك زوجه هاجر وابنهما إسماعيل طبقاً للأمر الرباني عند الوادي غير ذي زرع -مكة- لتجدههما القبيلة المحلية (جُرهم) وتتبنى سيدنا إسماعيل. ومن نسل إسماعيل كانت العرب المستعربة ، وكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وكم ظلمنا هذا المصطلح الجميل حينما تم استخدامه على سبيل الشتيمة ، ولم يعلم الناس أن أفضل البشر هم من الذين جلسوا في المشاعر بعد الحج ، وهم من الأنبياء والصالحين الذين أعجبهم أمان الحرم فجلسوا فيه ، ولم يكن البقاء بعد الحج شتيمة إلا لدى بني جلدتنا ، بل كانت الكلمة التي يوصف بها من ترك أهله قرباً من الديار المقدسة ، هي أن فلان مجاور ، أي للبيت الحرام . قال أبو عبد الله غفر الله له : تجد الإنسان وقد اتكأ على أريكته الملوثة بلا عقل ولا تفكير ، وبلا موهبة ولا عمل ، ينتقص هذا الجنس وذلك اللون ويظنّ أنه أفضل البريّة ، بل ربما ظنّ أنه من "المحسودين" مع أن أحداً لم يأبه له ولن يعبره حتى ولو بعينٍ ضارة ، ومع هذا تجده يسخر من عيون الصينيين ، ومن زيوت الهنود ، ومن لهجة الماليزيين ، ومن أنوف الكوريين ، بينما كل تلك الدول لديها اقتصادات ضخمة ، وتاريخ ثقافة عريق ، ومجتمع متمدن نسبة إلى مجتمعنا ، وقصارى ما نفعله من أجل التقدم "اقتناء كتب الأنساب" وكثيراًَ ما يبدأ التعارف بين الناس بالسؤال المفصلي المتخلف ، الحاسم بين الحب والكره وهو سؤال "وش ترجع؟!"
| |
|